الكتاب من تأليف الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ويقع في (181) صفحة من القطع المتوسط، مطبوع ومتداول في المكتبات، وقد بذل فيه مؤلفه جهدا علميا واضحا لإبراز الصداقة الحقة بين العلماء، وضرب الأمثلة من واقعهم يساهم في إحياء روح الصداقة وغرسها في نفوس العلماء وطلبة العلم ويذكرهم بفضيلة وأهمية هذه السنة الربانية في واقعنا المعاصر.
والمقصود من قراءة هذا الكتاب إيضاح الجانب المشرق من سير العلماء ألا وهو جانب الصداقة، والمحبة، والوفاء، وما يدور في هذا الفلك، حتى يعلم هذا الجيل الذي يقوم العلماء المصلحون والمربون والناصحون لرعايته وتربيته أن في الدنيا بقايا من الوفاء والمحبة، تتماسك بها أجزاء هذا الكون الإنساني، وأنه لولا هذه البقايا التي يسخرها الله عزوجل لانحدر الإنسان إلى حيوانيته عارمة، كالتي بدت آثارها في الأمم التي جفت نفوسها من الوفاء والمحبة، فخلت من الإحسان والرحمة، فهوت بها المطامع إلى ما يراه الرائي، ويسمعه السامع.. فما أحرانا أن نقدر أهل العلم، ونسعى إلى جمع الكلمة، وتآلف القلوب، ولم الشعث، والبعد عن إيغار الصدر وإثارة الكوامن..